کد مطلب:239559
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:141
و الذی زاد الطین بلة
یضاف الی ذلك كله غرور الحكام، الذی لا مبرر له، و كذلك من لف لفهم، الذین كانوا یحكمون الامة باسم الدین ..
و كذلك غفلة الناس، و عدم ادراكهم لحقیقة ما یجری و ما یحدث، و للواقع المزری، الذی كان قائما آنذاك ..
و أیضا .. و هو الأهم من كل ذلك - ابتعادهم ؛ بسعی من الهیئات الحاكمة، عن أهل بیت النبوة، و معدن الرسالة ..
كل ذلك .. قد أدی بالفعل الی انحلال الدولة داخلیا، و تمزیق أوصالها.. كما و أنه قد أسهم اسهاما كبیرا فی ابعاد الناس عن تعالیم السماء، و شریعة الله .. الأمر الذی لم یكن یعنی الا نهایة الحكم الاسلامی،
[ صفحه 313]
وردة الناس الی الجاهلیة الجهلاء .. الأمر الذی لم یكن یرهب الحكام كثیرا؛ لأن الاسلام الذی یریدون، و الدین الذی ینشدون، هو ذلك الذی یستطیعون أن یتسلطوا علی الامة، و یستأثروا بقدراتها و امكاناتها فی ظله . و یمهد لهم السبیل لاستمرارهم فی فرض نفوذهم و سیطرتهم، ولو كان ذلك علی حساب جمیع الشرائع السماویة، و كل المفاهیم الانسانیة ..
ان أولئك الحكام، ما كانوا یفكرون الا فی وسائل بقائهم و استمرارهم فی الحكم، و الا فی شؤونهم و مصالحهم الخاصة بهم . أما الامة المسلمة، و أما الاسلام، فلم یكن لها لدیهم أیة قیمة، أو شأن یذكر، الا فی حدود ما یستطیعون الافادة منهما فی بقائهم و وجودهم فی الحكم و السلطة ..